لا شك ان الاحداث التى وقعت فى العمرانية قد هزت اركان الراى العام المصرى المنشغل حاليا بمهزلة اخرى هى مهزلة الانتخابات,بدات القصة حينما تم استصدار تصريح لبناء مجمع خدمات ثم تحول المبنى المزعم اقامتة الى كنيسة فتدخل الامن لوقف بناء الكنيسة ,و السوال هنا يكون لماذا تم اللجوء الى مثل هذة الخدعة لبناء الكنيسة ؟؟
الاجابة لان الدولة تماطل و تتعمد تاخير اعطاء التصاريح ببناء الكنائس لذلك يتم اللجوء الى هذا الاسلوب باستمرار ولا تعرف على اى اساس يتم اعطاء التصاريح هل هو المزاج الشخصى لاجهزة الدولة مثلا ؟؟!
و لان الدولة المصرية غير موجود بالاساس داخل الشارع المصرى فيتم دوما البناء بعشوائية و بتصاريح مضروبة و مزيفة فلو كان هناك قانون موحد لبناء دور العبادة لما وصلنا الى مثل هذة الاحداث المتكررة .
و لكن احد اهم اركان المشكلة هم المسيحين انفسهم الذين ارتضو ان تتعامل معهم الدولة على اساس انهم طائفة فتمن عليهم حقوقهم حينما تشاء و تغضب و تسحبها منهم متى تشاء .
فغالبية الوقفات الاحتجاجية للمسيحين تتم بعد اعطاء البابا الضوء الاخضر لهم بالتظاهر مما يوكد ان الكنيسة قد تجاوزت دورها من موسسة دينية الى موسسة سياسية تقيم وقفات احتجاجية و تتفاوض باسم الاقباط و تتحدث عنهم (لاحظ انها تتفاوض باسهم فى حقوقهم المنصوص عليها دستوريا بحكم كونهم مواطنين مصرين)اى ان الكنيسة تساعد بشكل كبير فى تهميشهم و تحولهم الى طائفة تعيش داخل اسوار الكنيسة التى تحولت الى جيتو للمسيحين.
و بالعودة الى دور الدولة مرة اخرى فيلح علىِ سوال هو لماذا تتعنت الدولة بهذا الشكل لاعطاء تصاريح البناء فالدولة سمحت بالبناء العشوائى فى كل المدن حتى اصبح لدينا 15 مليون شخص يعيشون داخل الاحياء العشوائية بل ان الدولة ذاتها قد قامت بتوصيل بعض المرافق الى تلك الاحياء العشوائية .
نتيجة كل هذا التعنت كانت قتيل و 67 جريح و خسائر مادية فادحة فخرج الكل خاسرمن هذة المعركة التى لم نكن فى حاجة اليها .
اسوء ما فى الموضوع هو ان الدولة سوف تبرر ذلك كلة بان المبنى غير مرخص و ان المسيحين قاموا بالاعتداء عليها ناهيك عن الصور و المشاهد التى سوف تتناقلها وسائل الاعلام المختلفة مما قد يعطى الفرصة لغلاة الدين و المتشدين باتهام المسيحين بانهم يريدون زحزحة استقرار الدولة مما يزيدن الاحتقان الطائفى الموجود بالفعل (و تتساءل الدولة فيما بعد عن اسباب الفتنة !)هذا بخلاف الصورة التى سوف يرها العالم من خلال وكالات الانباء العربية و العالمية (ثم تعود الدولة لتقول لنا ان بعض الافلام او برامج التوك شو تسوء سمعة مصر بالخارج !).ة
اعتقد انة قد اتضح لكل ذى عقل عن اننا فى حاجة ماسة الى اقامة دولة المواطنة الكاملة و اصدار قانون موحد لبناء دور العبادة و اصبح واجب علينا دعم الاراء التنويرية المتسامحة من الجانين و يجب على كل الجهات المصرية العمل باقصى طاقاتها على التاكيد و ترسيخ قيم المواطنة فى المجتمع المصرى و الا نمل من التاكيد عليها فلا يجب لنا ان نتكلم عن حدوث الكارثة ثم نصمت عندما تهدا الامور لنعاود الحديث مرة اخرى عند حدوث كارثة اخرى .
ان شرارة واحدة تكفى لاشعال النيران فى بئر بترول باكملة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق