الجمعة، 27 مايو 2011

و تبقي ثورتنا مستمرة


مرت الأيام و الأحداث لتؤكد لنا غباء و جهل العسكريين في مصر و خصوصا ما يُسمي بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة ، هذا "المجلس الأعلي" نجح في أن يتقدم بالثورة خطوة إلي الأمام ليعود بها بقوة ألف خطوة إلي الخلف ، و لان النسيان آفة أهل حارتنا التي أستغلها كل الطواغيت و الجبابرة الذي حملهم لنا القدر اللعين منذ تاريخ بعيد إلي الأن ، فلم تسلم الثورة المصرية هي الأخري من النسيان مضاف إلية الجهل الكبير و المتفشي في الشعب المصري !! .

منذ انقلاب يوليو 1952 ( و الذي دعمتة جماعة  الاخوان المسليمن بقوة ) و انتهت السياسة ( أو بوادر الحياة الساسية مرعاة للدقة ) في مصر و تحول النظام الحاكم إلي نظام عسكري مدعوم بألاجهزة الأمنية التي تكتب التقارير عن كل فرد في هذا الوطن ، عفوا لم يعد هناك وطن بل صدق هؤلاء أنهم في ثورة !! و أن ثورتهم عابرة للحدود فأصبح كل فرد أما مع الثورة و هذا المرضى عنة أو ضد الثورة و هذا المغضوب علية ، لقد احتكر هؤلاء العسكر الوطنية و الثورية في نفس الوقت و صدقوا أنهم فقط دون غيرهم من أبناء هذا الشعب الجديرون بحكم البلاد و التحكم برقاب العباد .

لقد استغرقت  مصر وقت طويل كي تفيق مما فعلة العسكر و تحالفهم الغير مقدس مع التيارات الدينية ، و كان ذلك جلياً واضحاً في واحدة من أعظم ثورات التاريخ التي بدائها الشباب النقي و شارك فيها الكادحين من أبناء الشعب المصري الذين تجرعوا مرارة العيش تحت الحكم العسكري المتدين الذي عطلهم و داس أحلامهم البسيطة في العيش الكريم و الحياة الحرة تحت عجلات مدرعاتة و دروع قواتة ، حتي بعد الثورة مازال الحلف القذر الذي لم يشارك في الثورة يريد الألتفاف عليها و افراغها من مضمونها الذي تجلي واضحاً كالشمس في كبد السماء (تغير - حرية – عداله اجتماعية ) .

بداية الامر كان انضمام الاخوان المسلمين للثورة بعد أن نجح الثوار في القضاء علي كل قوات الشرطة و الأجهزة الأمنية ليصبح الشارع تحت سيطرة الثوار وحدهم ثم كان نزول الجيش إلي الشارع بعد ذلك صحيح أنة لم يعتدي علي الثوار لكنة تغاضي و بكل سفالة و وقاحة عندما اعد النظام البائد المقبور أفواج من البلطجية بالتعاون مع بقايا الشرطة في زيهم المدني للأنقضاض علي ميدان التحرير و كل ميادين الثورة في مصر شمالها و جنوبها فيما عرف بموقعة الجمل .

لم يتدخل الجيش لحماية المتظاهرين أو منع المصادمات و رغماً عن أنف الجيش المتواطيء تصدي الثوار بكل بسالة لكتائب البلطجية الذي سخرهم النظام ، و رغم تواجد دور للأخوان المسلمين في الدفاع عن الميدان في هذا اليوم إلا أن دورهم لم يكن كبيراً بالشكل الذي يحاولون تصورية أنهم هم وحدهم من تصدوا للجمال و البغال في الاربعاء الدامي ، فلقد كان لابناء المناطق التي دائما ما نوصفها بــ " العشوائيات " دور كبير و كبير جداً و لولاهم وحدهم ما نجاً الميدان من النظام .

و بعد هذا الموقف المخزي من قبل الجيش الذي أتاح لمبارك و أتباعة الوقت الكافي لتدبير أمورهم جيداً و لم يأخذ الجيش مبادرة خلع مبارك إلا بعد التهديدات و التحركات الجماهيرية باتجاة القصر الرئاسى ، و هنا فقط تحرك الجيش من أجل إزاحة مبارك " شكلياً " عن الحكم .

و الأن أيها السيدات والسادة انتصرت ثورتنا ، نعم إنها ثورة !! ، ورغم أنها ثورة فلم يحدث شيئا بعد ذلك يوحي بأنها حقا ثورة و دعني أنبهك لما كان يجب أن يحدث لتدرك حجم الكارثة التي تسبب الجيش الغبي فيها .

1_ ثورة تعنى أن يتم اعتقال الرئيس المخلوع هو و أسرتة و كامل طاقم نظامة فوراً .

2_ وضع أسر كبار المسؤلين تحت الاقامة الجبرية و منع أي وسائل الاتصال عنهم .

3_ البدء الفوري في التحفظ علي أموالهم جميعها في الداخل و جمع المعلومات عن الأرصدة الخارجية.

4_ إقالة الحكومة و المحافظين و النائب العام المعين من قبل رئيس الجمهورية و منعهم جميعاً من التصرف في أموالهم .
5_ عزل كل الصحافين و الأعلاميين الموالين للنظام الذين ضللوا الشعب المصري طول الفترة الماضية و التحفظ على ممتلكاتهم أيضا .

6_ إقالة كل رؤساء الجامعات و عمدا الكليات من منصابهم .

7_ بدء تشكيل محكمة ثورة و لجان قضائية و تجارية لمراجعة كافة العقود و النشاط التجاري في مصر.

8_ حل جهاز مباحث أمن الدولة و التحفظ علي كل العاملين بالجهاز و تشكيل محكمة خاصة لمحاسبتهم علي كافة جرائمهم في العهد البائد .

9_ البدء في حملة قوية عن طريق السفارات المصرية بالخارج من أجل التبرع المالي و دعم الثورة المصرية .

10_ الأجتماع مع كافة القوي السياسية و الفكرية في مصر من أجل تشكيل حكومة وطنية لتسير أمور البلاد و الأتفاق على جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد.

هذة الخطوات العشر علي الأقل كانت من الممكن أن تجعلنا نشعر بأن ما حدث في مصر هو حقا ثورة شاملة لتطهير البلاد من براثن عصابة مبارك التي كانت تحكم و تسيطر على مقاليد الامور في كل المجالات .
هذا ما كنت أتمناة أما ما حدث حقا فهوة ما سوف يجعلك تشعر بأن مصر يتم العمل علي تقزيم ثورتها فمنذ خلع الرئيس المخلوع ذهب إلي قصرة في شرم الشيخ للأستجمام !!!! تحت حراسة الجيش لا لوضعة تحت الاقامة الجبرية ، و عندما ازداد السخط الشعبي علي هذا الوضع المشين تم نقل الرجل إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي بحجة مرضة !! زوجتة و أبنائة كذلك مثلة لا جديد معهم إلا بعد أن اشتد الغضب بالشعب المصري من الوضع .

كذلك باقي رجال حكمة فلتعلم أخي الثورى أن زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ظل يذهب إلي القصر الرئاسى يوميا بعد خلع مبارك لمدة تزيد عن الشهر يتخلص فيها من الأوراق الموجودة داخل مؤسسة الرئاسة !!! .

ظل جهاز أمن الدولة قائم يتخلص ضباطة من كافة الأوراق و الملفات الموجودة فيه و التي تفضحهم و تفضح ممارساتهم طوال سنوات حكم العصابة لمصر.

ظلت وزارة مبارك كما هي لمدة تزيد عن العشرين يوماً دون أى مبرر!!.

ظل جميع الصحافيين و الأعلاميين الذين ضللوا الشعب المصري في أماكنهم لمدة تزيد عن الشهر !.

ظل رؤساء الجامعات و عمدا الكليات في اماكنهم أيضا حتي نهاية العام الدراسي علي أن يتم تغيرهم بداية العام الدراسى الجديد !!!.

و لا أخفي عليك أنني أكتب هذة السطور و أنا أستشيط غضباً و أنفجر غيظاً و لم أذكر لك بعد نصف الكوارث التي فعلها المجلس العسكري .
و لنعود لقضايا الأموال التي تنتظر النيابة العامة الاوراق اللازمة لتوجية الاتهامات !!!! .

ماذا يفعل هؤلاء الاغبياء عن أي أوراق يتحدثون لقد كنا نعيش كذبة كبيرة جداً تسمي الاوراق و القانون و ما إلي ذلك من الكلام الذي لم يكن موجود في مصر إلا في الافلام و المسلسلات التي يعرضها تلفزيون الدولة !!.

من يضع القانون هو من تريد أن تدينة بنفس القانون !! ، أي منطق ثوري هذا .

علي الصعيد السياسي للأدارة العوجاء للمجلس العسكري فلقد اتفق هذا المجلس مع جماعة الأخوان المسلمين بشكل ســافر و مفضوح فتم تشكيل لجنة تعديلات دستورية إخوانية لتضع تعديلات عرجاء و تعيد إحياء دستور قد مات بالفعل بكل استخفاف بالثورة التي تهدم الأنظمة بدساتيرها و تبدأ البناء الجديد .

لقد جعل المجلس العسكري الدستور الجديد المرتقب متاحاً لمن يستطيع أن يكسب الانتخابات و كأنة يقول من منكم يثبت أنة الأقوي سيحكم مصر بدستور يريدة !! استبدال ديكتاتورية بأخري لا أكثر ولا أقل .

لقد مللنا الجيش الغبي الذي لا يؤمن بالثور و لا قيم الثورة أو روح الثورة و قد كان ذلك واضحا في المكالمة الهاتفية بين اللواء اسماعيل عتمان و الاستاذة بثينة كامل عندما تحدث عن الدولارات و ما إلي ذلك من الأكاذيب التي كان يرددها مبارك و إعلامة ...! هل هؤلاء سيحققون طموحات الثورة؟ هل هؤلاء يجب أن نأتمنهم علي الثورة ؟.

أما عن الاخوان الانتهازيين (المسلمين سابقاً) فلنا أن نقول لهم لقد انهار مبارك و انتم سوف تنهارون بعدة بقليل ، لقد تلاعبتم بالثورة و قبلتم دائما أن تكونوا الفزاعة من مبارك للغرب و من الغرب لمبارك بكل انتهازية و وضاعة سياسية يا من تدعون السياسة الأخلاقية .

سيعرف الشعب المصري عما قريب حقيقتكم و لن يطيق حكمكم لة كثيرا و سيكفر بكم و بأفكاركم و تواطئكم علي الثورة و تخاذلكم في المساهمة في تحقيق أهداف الثورة .

الثورة لم تكمل بعد ثورة الغضب الثانية هي ثورة امل نراهن علي الشعب أن يعي و يدرك حقيقة ما يحاك ضدة و ضد ثورتة من المجلس العسكري و التيارات الدينية .
                              ...و تبقي ثورتنا مستمرة .

الأحد، 1 مايو 2011

سوريا علي خطي الثورة

تصاعدت حدة الأحداث في سوريا سريعاً ، بعد أن كانت سوريا بلد الاجهزة السرية الامنية الاستخباراتية ، فقد نجح حزب البعث الحاكم هناك في أن يفرض سياج حديدي حول سوريا طول مدة حكمة التي تقارب الخمسة عقود لم تشهد سوريا خلالها إلا انتفاضة جماعة الاخوان المسلمين في حماة عام 1982 ، و لقد كان رد فعل النظام السوري وقتها أن دمرت المدرعات أحياء المدينة علي سكانها في عملية عسكرية حربية نتج عنها أكثر من20 ألف قتيل ! .

و منذ هذا التاريخ يسود الشارع السوري حالة كبيرة من الخوف و الهدوء نظراً لقوة بطش السلطة التي تستخدم كل أنواع العنف و التنكيل تجاة المعارضين لسياسية الممانعة (الممانعة فى تحقيق العدل و الحياة الكريمة و الديمقراطية فقط لا غير !) ، و يتفنن النظام السوري في إدعاء كونة مقاوماً و يستخدم كثير من الشعارات الحنجورية فقط لا غير أمثال لا صوت يعلو فوق صوت المعركة و ما إلي ذلك ، ولا أعلم ما علاقة المقاومة الخارجية بإعطاء الناس حريتهم وتحقيق الحياة الكريمة لهم و احترام أدميتهم ! ، ثم هذا النظام الممانع المقاوم لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 1973 حتي اليوم ، و لنا أن نسأل هل المعركة الكبري التي يعد لها أشاوس النظام السوري سنشهدها نحن أم أحفادنا ! .

و لان التغير قادم لا محالة ، و من يعتقد دائما أن التغير لن يطولة هو واهم ، فاذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، لقد شاهد الشعب السوري الثورة التونسية و المصرية و باقي الانتفاضات العربية لقد رأي الشعب السوري كيف نجحت الشعوب في كسر حاجز الخوف و الصمت و في وقت قصير لقد أدرك الشعب السوري الان أن قوة الحاكم فى خيال المحكوم فقط لا غير .

و لان الشعوب تتعلم و الأنظمة العربية لا تتعلم من غيرها فلقد انتهج النظام السوري طريق اللاعودة و انتهج الشعب السوري طريق الثورة ، فلقد انطلقت الاحتجاجات و المظاهرات (السلمية) من درعا جنوباً إلي جبلة شمالاً ، و أيضا قري دوما و درايا في ريف دمشق و مدن حمص و حماة و بانياس و اللاذقية .

و تعتبر الانتفاضة في درعا هي الاقوي فلقد ارتفع عدد الشهداء فيها إلي أكثر من 70 شهيداً ناهيك عن اقتحام قوات الجيش للمدينة و تمشيطة لها أكثر من مرة و اعتلاء القناصة المباني المرتفعة و إطلاقهم النيران بشكل عشوائي و اصاباتهم لسيارات الاسعاف في المدينة و أيضا استهدافهم خزانات المياة فوق العمائر و قطع شبكات الانترنت و المحمول عن المدينة .

و تعكس هذة الطريقة البدائية للغاية ما تحدثنا عنة في أن الانظمة العربية العسكرية الجملكية لا تتعلم من غيرها ابداً ، فيعد النظام السوري ما فعلة المصري و التونسي و الليبي من قطع وسائل اتصال في زمن السماوات المفتوحة (لاحظ التفكير القديم) لقد تجاوز الزمن هذة الاساليب القمعية و هذة الانظمة عاجزة عن أن تجدد خطاب الاستبداد الخاص بها ! .

و يمكن أن نلخص طريقة تعامل الانظمة مع شعوبها علي النحو التالي :تعامل أمني وحشي مع الاحتجاجات السلمية ، خطاب إعلامي قديم يتحدث عن مؤامرات خارجية استعمارية امبراليـــة ، فهؤلاء لا يعرفون الحل السياســي .

و مع ازدياد العنف في سوريا و ارتفاع أعداد الشهداء إلي أكثر من 500 شهيد حتي الان سيرتفع سقف المطالب من إسقاط النظام إلي محاكمة النظام و رموزة ، و لنا هنا في الثورة المصرية مثال حي فالان تجري محاكمة الرئيس السابق و جميع أركان نظامة رغم المحاولات المستميتة من جانب بعض الحكام العرب لوقف محاكمتة ،فمن المؤكد إذا تمت محاكمة مبارك سيرتفع طموح الشعوب إلي محاكمة باقي الحكام فكما قلنا الشعوب تتعلم من تجارب الاخرين.

و رغم أن بشار الاسد (أسد علينا أما علي إسرائيل نعامة) بدأ يخرج من حالة الانكار لما يحدث في سوريا و يقدم إصلاحات شكلية كرفع حالة الطواريء و لكن تبع ذلك إطلاق لقوات الجيش لتقتل الناس في الشوارع ! ، و تعجل هذة الافعال الحمقاء بنهاية النظام السوري فلقد فقد الشارع الثقة بكل إصلاحات الاسد و نظامة .

و رغم أن هناك رغبة دولية و إقليمة و عربية في عدم إسقاط النظام السوري إلا أن النظام لا يحسن استغلالها ، فحتي الان مجلس الامن متغاضي عما يحدث في سوريا و أيضا تعتيم إعلامي كبير على المجازر هناك و نصائح من ايران و تركيا لسوريا بوقف نزيف الدم ، أما الولايات المتحدة رغم عدائها المعلن للنظام السوري فانها تصمت صمت القبور ، و يبدو أن الغرب يدرك جيداً أن تغير النظام السوري مع مد الثورات العربية قد ينتج عنة نظام عربيا قويا في مواجهة إسرائيل و هذا ما لا يريدة الغرب الان ، أما الجامعة العربية فحدث بحرج عنها فكأنها ليس لها وجود من الاساس و السيد أمينها العام مشغول بجولاتة الانتخابية !!! .

و أعتقد أن ازدياد وتيرة العنف و تدخل الجيش قد يؤدي إلي انقسامات داخل صفوفة مما ينذر بكارثة جديدة قد تحدث في سوريا و هذا ما لا نتمناة ، الجيش السوري جيشاً نظامياً لة عقيدة قتالية واضحة أرجو أن يلتزم بها و يقف إلي جوار شعبة و يحسم الامر لصالح الشعب السوري .

الأحد، 17 أبريل 2011

المٌستبد المٌنتج

لطالما "أحترمت و أختلفت" مع موقف الحزب الشيوعي الصيني الحاكم الذي يرفض أي نوع من أنواع التعددية السياسية أو الحزبية ، و يعتبر هذا الموقف من قبل الحزب إعلان صريح للديكتاتورية ، فالديمقراطية أساسها التعددية و مذهبها التنوع و قوامها تداول السلطة .


و قبل أن تفقد الثقة في ديمقراطية كاتب هذة السطور "التي لم تتزحزح من عقلة و قلبة و لسانة و قلمة يوماً" ، ساشرح لماذا أحترم الديكتاتورية هذة المرة ، و بالطبع ليست في حاجة أن أوضح لك فيما الأختلاف ! .

أحترم ديكتاتورية الحزب لانة لم يكذب علي شعبة يوما مدعيا و مصلقاً بنفسة ديمقراطية زائفة ، أحترمة لانة لم يتاجر بالشعارات و المباديء يوماً ، أحترمة لانة حزب وطني بامتياز يقاتل بشكل فعلي من أجل الصين و مكانتها دولياً ، أحترمة لانة يقف حائط عظيم كالسور العظيم في وجة كل من يحاول العبث بأمن الصين و استقرارها .
أحترم ديكتاتورية الحزب الشيوعي الصيني لانة حقق للصين التقدم و الأزدهار الأقتصادي و الصناعي و التكنولوجي و يكفية فخراً أنة الحزب الذي جعل الصين تدخل كل بيوت العالم فقط انظر حولك في أي مكان من أصقاع المعمورة لتجد بجوارك منتج صيني ! ، أحترمة لانة نجح في تحقيق قدر لا بأس بة من العدالة الأجتماعية و حافظ علي كرامة المواطن الصيني .

أحترم ديكتاتورية الحزب الشيوعي الصيني لانة لا يتمسك بالبقاء في السلطة من أجل مصالح جماعة من اللصوص الحزبين أو مصالح عائلات و أقارب مسؤولي البلاد .

و الآن انظر الفارق بين الديكتاتورية في الصين و الديكتاتورية في البلدان العربية المنكوبة و المركوبة من كل فاسد أو نصاب ، لقد كشفت الثورات العربية المتتالية حجم الزيف و الكذب الذي كنا نعيشة .

لا يوجد حزب عربي واحد يحكم أي بلد عربي إلا و يلصق بنفسة كذباً أنة ديمقراطي أو دستوري أو قومي و غيرها من الشعارات الرنانة التي تؤكد هذة الاحزاب الحاكمة عليها ليلاً نهاراً ، الأحزاب الديمقراطية جميعها مستبدة ، و الدستورية هي أكثر الأحزاب خرقا للدستور ، و القومية هي أكثر الأحزاب عبثاً في أمن جيرانها العرب ! .

تتشبث هذة الأحزاب بالسلطة لمجرد مصالح شخصية أو عائلية أو طائفية أو قبلية أو عشائرية ، و تنطلق سياسات هذة الأحزاب إما من منطلقات جهوية أو عصبوية أو مافياوية و لا تمثل إلا مصالح تجار الشعارات الايديولوجية .

لقد انهارت الأحزاب الحاكمة في جُل الجلمكيات العربية بين ليلة و ضحاها عندما نزل إلي الشارع عُشر تعداد الشعب مطالب بإسقاطها ! ، و كثيراً ما سمعنا و رأينا مسؤولي هذة الأحزاب يتشدقون بقوتهم الحزبية ، لقد كان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقاً و " إلي غير رجعة" في مصر يتحدث عن أن تعداد أعضاءة يتجاوز الثلاثة ملايين شخص في جميع أنحاء البلاد و عندما قامت الثورة المصرية لم نجد غير قوات الأمن و بلطجية أطلقهم كبار المنتفعين من هذا الحزب الفاشل المشوة ضد الثوار في مقابل المال ! .

لم تحقق هذة الأحزاب لشعوبها أي تقدم في أي مجال " اللهم الفقر و البطالة" ، فلا ازدهار اقتصادي ولا عدالة اجتماعية ولا إعلام حقيقي .

انظر إلي الديكتاتوريات الآخري غير الصين فكوريا الشمالية أو ايران تمتلكان أنظمة شمولية ، لكن انظر لمواقفها و مشاريعهما و رغبتهما في تحقيق ما ينفع البلاد و يحميها .

و لانني أرفض مصطلح "المستبد العادل" فهو مصطلح خادع مضلل ، فالعدل يبقي عدل طالما أنة قائم بذاتة غير ممتزج بأي شي آخر ، و من ثم لا يمكن للعدل أن يختلط بالأستبداد ، و قد يكون مصطلح "المستبد الوطني" غير دقيق أيضا في توصيف حالة الأستبداد ، لذلك أعتقد أن مصطلح "المٌستبد المُنتج" يعتبر الأمثل .

لا أعتقد أن كثير من أبناء البلدان العربية لا يمانعون من الأستبداد لكنهم يطلبون الانتاج ، أن تنتج لهم الأنظمة الفاشلة أي مشاريع تخدم مصالح البلاد ، أن تقود هذة الأنظمة بأحزابها الفاشلة أي معارك حقيقة من أجل أوطانها .

أكذوبة العولمة !

ليس لدي أدني شك في أن العولمة هي مجرد شعار استعماري كاذب ، حملت الولايات المتحدة علي عاتقها مهمة الترويج لة لمصلحة كبار الرأسمالين المسيطرين علي دفة السياسة و الأقتصاد و الاعلام "مثلث التحكم " ، و الفرق بين العولمة و أي لافتة استعمارية آخري أن العولمة تعتبر أكبر حزمة كذب استعماري متجمع .

في السابق كان الأوروبيون دائماً يبررون غزواتهم واستعمارهم لبلدان أفريقيا وآسيا بأنهم جاءوا لنشر الحضارة والتقدم في ربوع تلك البلدان المتخلفة ، و ليس علي أساس نهب ثروات البلاد و المواد الطبيعية و فتح أسواق جديدة لبضائعهم !! .

العولمة هي مجرد الواجهة الجميلة للامبرالية العالمية ، و التي تضم كبار الرأسمالين الذين يسعوا لجمع المليارات من كل بلدان العالم و ليس مجرد امتصاص رحيق اقتصاد بلد واحد فقط كما كان يحدث في السابق .

فكرة العولمة لا تختلف كثيراً عن فكرة الشيوعية كلاهما يسعي إلي فرض نظام أممي عابر للحدود ، الشيوعية سعت لفرضة عن طريق الاشتراكية و العولمة سعت لفرضة عن طريق الرأسمالية الفجة و المشترك أن كلاهما فشل .

قد يعترض البعض علي ما أقولة و يتجج و يقول ألم نستفد من الانترنت ، والأقمار الصناعية والانفتاح العالمي ؟ نعم استفدنا لا أنكر هذا ، لكن لم نكن نحن المستفيد بالدرجة الأولي الامر كان مجرد بناء فوقي للنظام الرأسمالي ، أي أنها مجرد وسيلة لنشر الفكرة ليس إلا حتي يتم تمهيد الطريق لفكرة العولمة .

و لنتذكر ما حدث لمصر فترة استعمارها الأنجليزي ، فقد عملت انجلترا بكامل طاقتها لتحسين زراعة القطن المصري ، أكان هذا للمصريين أو للاقتصاد المصري قطعا لا ، كان الامر لمجرد اعتماد الصناعة في انجلترا علي القطن المصري .

و يمكننا أن نبرهن علي ذلك بردة الولايات المتحدة نفسها ضد العولمة و ضد السماوات المفتوحة فقد منعت الولايات المتحدة العديد من وسائل الاعلام دخول العراق لعدم تغطية مجازرها و فضائحها هناك ، و قد شهد العالم كلة كيف هدد جورج بوش بضرب مقار قناة الجزيرة في قطر !! ، و أيضا منعت الولايات المتحدة دخول قناة الجزيرة للسوق الأمريكي .

و حتي العولمة الأقتصادية و التي تعني فتح الحدود و إزالة العوائق "لرأس المال فقط بالطبع و ليس للعمال" شهدت العديد من الأنتكاسات الأمريكية منها قصة منع أمريكا شركة إماراتية لإدارة الموانئ البحرية من دخول السوق الأمريكي ، و الأسواء من ذلك لهذا ترى الكثيرين من الاقتصاديين الأمريكيين يدعون إلى شراء البضائع الأمريكية دون غيرها ، وهو انقلاب فظيع وخطير على فكرة العولمة .

و يبقي السؤال الملح لماذا عندما تدهور الأقتصاد الأمريكي أعطت الولايات المتحدة نفسها الحق في إقامة الأسوار الشاهقة ؟!! .

و أيضا نتذكر قانون الكونجرس الصارم"الصادر في فبراير 2009" إلي كل الشركات التي استفادت من المساعدات الحكومية لتنشيط الاقتصاد الأمريكي بضرورة إنفاق المعونات على شراء بضائع أمريكية فقط لا غير !! ، و رفض القانون أيضا التعامل مع الشركات الأجنبية التي تعمل داخل حدود الولايات المتحدة !! .

وتسبب هذا القانون الصارم في توتر العلاقات الأمريكية الكندية بعد الرد الكندي القاسي ، فقد قامت بلدات "أونتاريو" بتدابير تحرم الشركات الأميركية من عقود محلية في ما يمكن اعتباره الطلقة الأولى ضمن حملة أكبر قد تحرم الشركات الأميركية من مليارات الدولارات من المشاريع الكندية .

أما منظمة التجارة العالمية و صندوق النقد الدولي و البنك الدولي أيضا لم يتفوة أحد منهم بكلمة واحدة ضد كل الأجراءات الأمريكية التي تعتبر ضد السوق الحر و العولمة و فتح الحدود و كثير من المصلحات التي استمر البنك الدولي و أخوتة علي توبيخنا بأسمها !! .

أعتقد أنة بات من الواضح سخافة فكرة العولمة و أعتقد أن من حق كل بلد أن يعمل علي حماية اقتصادة و منتجاتة محلية الصنع و ليس هناك عيب في ذلك ، و كفانا نصائح من البنك الدولي و صندوق النقد و منظمة التجارة العالمية ، هذة النصائح التي لا تتبدل ولا تتغير تقال في كل بلد و في كل الظروف أن افتحوا الحدود و انتهجوا الخصخصة دون مرعاة ظروف كل بلد أو سبب مشاكلة مما يؤكد أنة روشتات اقتصادية صلبة لا تعمل إلا لتصب في مصلحة العولمة و ليس الشعوب المكتوية بنيران الفقر .

السبت، 16 أبريل 2011

حتي لا يتخلف المسلمون

نحن متخلفون عن ركب الحضارة و التمدن و العلم ، هذا أمر لا يجادل فية إلا أحمق أو مجنون ، الأمر الذي من الممكن الجدال فية هو هل نحن الشعوب الأكثر تخلفا في العالم أم أن هناك من هم أكثر تخلفا منا ! ، و لكن تعددت التصنيفات و يبقي التخلف واحداً .

لقد أصبح اسم المسلمون في أي مكان في العالم يثير الفزع و الخوف من العنف و الأرهاب و الأضطربات و التخلف .....إلخ إلخ ، فكل هذة الصفات أصبحت ملتصقة بالمسلم في أي مكان .

فكل بلاد العالم الأسلامي لم تقدم شيئا للبشرية في عصرها الحديث ، اللهم تركيا و التي تصنف كبلد علماني متفرد عن باقي بلاد العالم الأسلامي ، و هناك العديد من الأتراك يقولون إنة من الأفضل لتركيا أن تكون في مؤخرة الغرب علي أن تكون في مقدمة العالم الإسلامي .

هذا بالأضافة للأوضاع السياسية في معظم تلك البلدان ، فالسواد الأعظم من تلك البلدان تعاني نظم سياسية قبيلة أو جملكية أو عسكرية ، يتعامل الغرب دائما مع هذة البلدان عن طريق أجهزتة الأستخباراتية فهو يعلم أنة لا سياسية أو مصالح دول و إنما مصالح أشخاص ، فإذا أردت أن تمرر فكرة أو مشروع لا تحتاج إلا أن تعرف ماذا يحب هذا الحاكم أو ذاك ، فواحد يعشق النساء و آخر يهتم بتجميع المال ، فبسهرة حمراء أو تحويل لحساب بنكي من الممكن أن تظفر بما تريد .

و إذا نظرت إلي أحوالهم الأقتصادية فلا تجد أي إنتاج حتي أصغر السلع مستوردة ، فانظر فوانيس رمضان في مصر لتجدها صنع في الصين ، أو انظر إلي
ألوف الهدايا التي يشتريها الحجاج المسلمون في مكة من مسابح وسجاجيد وتحف إسلامية وغيرها مكتوب عليها صنع في الصين .

و يعتبر المسلمون أكثر شعوب العالم تديناً أو هكذا يقال و تجد أعلي نسب مشاهدة في المواقع الأباحية للبلاد الأسلامية (باكستان و مصر) ، ناهيك عن حالات التحرش الجماعي التي تشهدها القاهرة و هي الحاضرة الأسلامية الكبيرة !! ، و تجد الكثير من العاهرات يرتدين ما يطلق علية الحجاب الأسلامي !! .

و السؤال هو لماذا يرضي المسلمون بكل هذا التخلف و الفساد السياسي ، و الأقتصادي ، و الأجتماعي ؟

يمكننا القول أن الثورات في البلاد الأسلامية و العربية و التي انفجرت دون سابق انذار ما هي إلا رد فعل غاضب لتلك الأوضاع ورفض لهذة المكانة المتخلفة بين الأمم .

هل يمكن أن تعيد الثورات خطاب ديني حقيقي يذكرنا أنة لا طاعة لحاكم في معصية شعبة ؟ ، و أن الجهاد في سبيل الحياة كلمة حق في وجة حاكم جائر .

هل يعيد الخطاب الديني الجديد تذكيرنا بأن العمل عبادة ، و أن نطلب العلم و لو في الصين و أن نكف عن طلب الفوانيس و السجاجيد منها !! .

هل نترك عاداتنا المفضلة في تصنيف الشعوب إلي كفار ومؤمنين وإصدار شهادات حسن سلوك إيمانية للبشرية ؟! ، هل تنتهي مواكب تكفير بعضنا بعض ؟ .

ولو أمضينا نصف وقتنا في التعلم من "الكفار" الذين نستهلك بضائعهم وسلعهم من الإبرة حتي الطائرة لربما تخلصنا من بعض تخلفنا .

أكثر من نصف الشعب الصيني الذي يربو تعدادة علي أكثر من مليار نسمة لا يؤمن بأي دين ، نجح في تحقيق أكبر معدل للتنمية شهدته البشرية في تاريخها، إذ كان يبلغ معدل التنمية في الصين حوالي خمسة عشر بالمائة قبل بدء الأزمة المالية العالمية ، فقولوا لنا أيهم خير أمة أخرجت للناس نحن أم هم ؟! .

لقد تجرعنا مرارة العصور البائدة فاجعلوا ثورتنا ثورة كرامة و حرية و عمل ، ثورة محبة و تسامح و تعايش كونوا نموذج يتعلم منة العالم .

الخميس، 14 أبريل 2011

سبورة و منصة و صندوق !!






لا أحد يستطيع أن ينكر أن النظام الذي طالبنا جمعيا بإسقاطة هو أكثر من مجرد نخبة سياسية فاسدة تحكم البلاد ، أو طبقة من اللصوص في زيي رجال أعمال ينهبون الثروات الأقتصادية ، أو حفنة من المنافقين تتصدر المشهد الأعلامي و الثقافي ، النظام الفاسد هو نحن جميعنا ، النظام الفاسد هو حاكم مستبد و محكوم ارتضي الأستبداد ، الزمن لا يعود للوراء لكن الأستبداد يستطيع أن يخطو للأمام و يسبقنا جميعا و ينتظرنا في المستقبل .

ثلاثة أشياء في هذا الوطن تستحق الثورة سبورة الفصل ، و منصة القضاء ، و صندوق الأنتخابات ، التعليم و العدل و الديمقراطية .

1ــ التعليم

أهم أداة من أدوات تكوينِ و بناء الإنسان ، و يتم في هذة المرحلة غرس كل المهارات و القيم و امكانات و قدرات و توجهات العمل و التفكير و الأبتكار .

ولا شك أن النكسة السياسة و الأستبداد في الحكم لا يسمح بوجود تعليم قوى ، فالقائم علي الأستبداد لا يهتم بالتعليم و يسعي للقضاء الفعلي علية ، فالتعليم هو القنبلة الموقوتة التي لا يمكن لاي عاقل أن يظبطها و يجلس بجوارها بانتظار انفجارها !! .

و جميعنا يعرف كيف هو حال التعليم في بلادنا ، فالتعليم كالنظام السياسي كلاهما ينتمي إلي القرون الوسطي! ، مشكلة التعليم ليس في مجانيتة أو مصروفاتة كما يتحدث البعض باستخفاف إنما الكارثة الحقيقة في نوعية هذا التعليم ، تقوم فلسفة التعليم في مصر علي ركيزتين هما التلقين و إختبارات الذاكرة .

و هذا النوع من التعليم لا يصلح إلا لتخريج موظفين عموميين لا يجيدون إلا طاعة الأوامر و حفظ الأوراق كأنهم أرشيف وظيفي بشري ، و لا لوم عليهم فهم
مُنْتِجِ تعليمي .

و لابد أن يكون تطوير التعليم علي خمس محاور كالتالي:-
*فلسفة تعليمة : و تقوم علي الإبداع و حرية البحث العلمي و الإيمان بالديمقراطية و المواطنة و تعددية الحياة و المعرفة و العمل الجماعي و القدرات اللأمحدودة للموارد البشرية .


*مقرر دراسي : و يكون هدفة الربط بين التعليم و بحوث التكنولوجيا التي تهدف لخدمة الحاضر والمستقبل القريب و خدمة المجتمع و تلبية احتياجاتة .

*المدرس : و علية أن يكون رجل تربوي يجيد التعامل مع طلابة و هم في مراحلهم المختلفة من الطفولة و حتي المراهقة بأسلوب صحيح دون تزمت ، بالأضافة لتأهيلة علميا بشكل سليم و إعتمادة عن أساليب التدريس الحديثة و الخلاقة كالمناقشة و الحوار ، و أيضا الأرتقاء بمستواة المعيشي حتي يتمكن من بذل الجهد داخل المدرسة .

*الطالب : و الطالب هو العنصر الذي لابد من أن تتجاوز اهتمامنا بة إلي ما هو أكثر من اهتمام تعليمي أو معرفي ، فالطالب أو التلميذ و هو في سن صغير يحتاج لرعاية نفسية و اجتماعية ، فهو يجتاز مراحل نفسية و عمرية مختلفة تتطلب اهتمام كبير .

*المدرسة : و لابد لها أن تكون علي أفضل ما يرام حيث البناية الجيدة و الشكل الجمالي و المساحة الواسعة التي يتمكن فيها الطالب من ممارسة الانشطة ، و الفصول جيدة التهوية و المقاعد اللائقة .

و مسألة إصلاح التعليم هي مسألة تراكمية بالأساس تحتاج إلي وقت وصبر دون النظر إلي اختلاف الحكومات و توجهاتها المختلفة فهذة أسس لا خلاف عليها .

2 ــ العدل


العدل أساس المُلك ، العدل هو القيمة السامية التي تطمح إلي تحقيقها كل القوانين و الشرائع منذ بداية الإنسانية ، و يمكن أن نلخصة في إعطاء كل ذي حق حقه ، و المجتمع الذي تغيب فية شمس العدل يتحول إلي غابة حيث لا صوت يعلو فوق صوت القوة .

و يعتبر القضاء دائما هو رمز تحقيق العدل في أي مجتمع ، و يعكر صفو العدل في بلادي ثلاث أشياء علي النحو التالي :-

*تأخير تحقيق العدل : العدل البطيء هو ظلم ، فقد يتسبب البطء في تحقيق العدل إلي وقوع مزيد من الضرر علي شخص متضرر بالأساس ، أو قد يتسبب في دفع المظلوم إلي ما لا يحمد عقباة .

و هناك مثل مصري يلخص الوضع بقولة "المحاكم حبالها طويلة" ، و لنضرب مثال بسيط علي ذلك و لنفرض أن هناك نزاع تجاري أو مالي بين مجموعة أشخاص و تنظر القضية في المحاكم لمدة تتجاوز العشر سنوات ، فهل يمكن لشخص متضرر أن يصبر طول هذة المدة و كيف يُعقل أن يتحمل تكاليف المحاماة و تكاليف حياتة العادية مع العلم أنة من الممكن أن تكون الأموال محل النزاع هي مصدر الدخل الوحيد لهذا الشخص !! ، هل إذا سرق هذا الشخص أو ارتشي أو حاول أن يدفع الظلم الواقع علية بالقوة نستطيع أن نلومة ...؟! .

*عدم تنفيذ أحكام القضاء : و هو الضلع الثاني في مثلث الظلم ، فقد تسطيع أيها الشخص المتضرر في الحصول علي حكم قضائي ينصفك "بعد أن تتجرع مرارة الانتظار!" ثم لا ينفذ هذا الحكم ، ليتحول انتظارك المرير إلي انتصار ضرير ، كلمات ذات وقع جيد علي أوراق رسمية .

و توجد أمثلة حية صارخة علي عدم تنفيذ الأحكام منها قضية وقف تصدير الغاز المصري لأسرائيل ! بغض النظر عن موقفك من تصدير الغاز لكن ألا يوجد حكم قضائي واجب النفاذ بوقف التصدير !! ، لماذا لم ينفذ حتي الأن خاصة في جود حكومة الثورة ؟!!! .

*مقاضاة المدنيين أمام محاكم عسكرية : و يمثل هذا النوع من المحاكمات الهزيلة "لعدم معرفة القاضي العسكري بالقانون المدني!" كارثة لابد من إيقافها فوراً ، فالقاضي لا يعرف أبجديات القانون فأي عدل ننتظرة إذن! ، القضاء العسكري يختص فقط بمحاكمة العسكريين و القضاء المدني لمحاكمة المدنين .

و من الأمثلة الفجة علي هذة المحاكمات ما تعرض لة أبناء التيار الأسلامي "باختلاف التوجهات" من محاكمات عسكرية .

استقالالية القضاء و ضمان اجواء المحاكمة العادلة لكل فرد أمام القاضي المختص لهي من بديهيات إصلاح القضاء .

3 ــ الديمقراطية

و يمكن تلخيص العملية الديمقراطية في ثلاث مراحل

* مجيء الحكام للسلطة بطريقة ديموقراطية .

* أن يمارس الحكام الحكم مع إلتزام كامل بالقواعد الدستورية و القانونية و أن يكونوا من جهة ثانية يحاسبون أو أن يكونوا قابلين للمحاسبة .

* أن يتركوا السلطة بطريقة ديموقراطية .

و حتي تتم العمليات الثلاث بنجاح لابد من وجود مؤسسات الديمقراطية المتمثلة في منظمات المجتمع المدني .

صندوق الانتخابات هو القطار المتجهة إلي مدينة الديمقراطية ، لكنة ليس كل الديمقراطية ، و حتي يستقيم الصندوق لابدمن وضع سياسيات وبناء منظمات التي هي آليات الحياة الديموقراطية وتفعيل دور المجتمع المدني و يوازي ذلك إصلاح اقتصادي و اجتماعي و اعلامي حتي لا يقع الناخب فريسة سهلة لأساليب التضليل السياسي .

ولابد من القبول بدمج جميع التيارات السياسية في العملية الديمقراطية فوجود المؤساسات كفيلة بكسر فكرة الانقضاض علي الديمقراطية من أي تيار سياسي يصل إلي سدة الحكم و يحاول إقصاء باقي التيارات .

و لنأخذ مثال علي هذا بتركيا التي يحكمها حزب بجذور اسلامية فهو لا يستطيع الأنقضاض علي الديمقرطية فى ظل وجود المؤسسات القوية كالقضاء و الجيش و منظمات المجتمع المدني "رغم نضج الحزب فكريا بشكل كبير" .

و قد تكون للديمقراطية أخطاء لكن أخطاء الديمقراطية تعالج بمزيد من الديمقراطية .

الثلاثاء، 8 مارس 2011

هي فوضي !

هي فوضي ! استفهام أم توصيف حالة ، هي فوضي هو آخر أفلام المبدع الراحل عبقري السينما المصرية يوسف شاهين .
هي فوضي فيلم انتاج عام 2007 ، قصة و سيناريو و حوار ناصر عبدالرحمن ، إخراج يوسف شاهين ، بطولة خالد صالح ، منة شلبي ، هالة صدقي ، هالة فاخر ، يوسف الشريف ، عمرو عبد الجليل ، أحمد فؤاد سليم.

الفيلم عبارة عن حالة وطن تحول و تبدل و تبدد أيضا ، عن وطن انتهكت حرماتة و سرقت أحلامة و سٌحقت آمالة ، الفيلم عبارة عن صرخة استغاثة من حالة بعثرة القيم و المباديء و المعاني .

قصة الفيلم باختصار عما آلت إلية أحوال مصر بعد استبدال المحتل الاجنبي بالمحتل الوطني! ، و الفيلم بالمناسبة يوصف أحوال جميع الجملكيات العربية الاخري مع بعض الاختلافات التيكتيكية و اتفاق جميع الثوابت الاستراتيجة لهذة الجملكيات.

تدور قصة الفيلم حول امين الشرطة "حاتم" و هو الفاسد المستبد المرتشي المنافق المتجرد من كل القيم ضحل المحصول المعرفي و التعليمي ، يمارس حاتم جميع أنواع البطش و يتفنن في تطوير صنوف العذاب و الظلم طبقا لما يرضي عنة قياداتة و يجعلهم يتغاضون عن فسادة و يدافعون عنة إذا لزم الامر .

و يلخص حاتم بعباراتة البسيطة أعقد التحليلات السياسة و لنتأمل مشهد إلقاء القبض على الشباب المتظاهرين و يتحدث إليهم حاتم كالتالي " اوعو تكونوا فاكرين البلد سايبة..لا ..البلد فيها حكومة و حكومة من حديد ..و الحكومة دي هي أنا " .

حاتم لا يهتم بالقانون ولا أحكام القضاء فعندما تفرج النيابة عن الشباب المقبوض عليهم في المظاهرات و لا يكون القرار علي هوي قياداتة يكون رد حاتم " ولا يهمك يا باشا قرار الافراج بيتنفذ من عندنا.. و ساعتك قلت لا يبقي أنا هأقول لا لحد ما سعدتك تقول اة يبقي أنا أقول اة " .

حاتم يعشق القوة حتي عندما يحب يريد ممن يحبها أن تبادلة الحب حتي إن لم تكن ترضي و يدور بينة و بين جارتة التي يحبها يهددها " خايف عليكي من نفسي...غصب عني لما بزهق ببقي وحش " .

حاتم يفرض الاتاوات و الرشاوي علانية علي الناس و من لا يقبل بذلك يكون لحاتم تهديد صاعق يٌنهي الموقف لصالحة بحزم ، و يكون المشهد علي النحو التالي يجلس حاتم في إحدي المطاعم يأكل بكل شراهة و ينتظر الناس أمامة بالطابور يتحدثون معة عن مشاكلهم الذي يستطيع أن ينهيها لهم حاتم بعلاقاتة في مقابل رشوة يحدد قيمتها هو حسب نوع الخدمة ، عندما يحاول صاحب المطعم أن يحصل منة ثمن ما أكل بة فيذكرة حاتم بمحضر قديم لم ينتهي علي صاحب المحل و يرد علية في جملة قاطعة " الي ملوش خير في حاتم... ملوش خير في مصر " .

يسرق حاتم صورة لجارتة التي يحبها حتي يتلذذ بالنظر إليها و يضعها في غرفة نومة .

يذهب حاتم إلي مكتبة في قسم الشرطة الذي هو بالاساس قصر لاحد امراء العائلة الملكية السابقة ويدور بينة و بين "عم سيد" الساعي الذي كان يعمل في خدمة أمير القصر ثم ظل يعمل بالقسم بعد تحويلة الى قسم شرطة و يسأل حاتم "مين بقي البرنس دلوقتي يا عم سيد ..أنا ولا هو " فيجب الرجل العجوز برد بة كثير من الحكمة " هو ..لكن أنت الملك " .

و عندما تقوم مشاجرة عنيفة بين المسجونات يتدخل حاتم لفض المشاجرة بينهم بالقوة ، و يقدم حاتم الحل السحري و يأخذ الاموال التي هي سبب المشاجرة قائلاً "هتموتو بعض عشان ملاليم يا غجر " ثم يجلس حاتم مع إحدي العاهرات التي هي طرف المشاجرة و هي عشيقتة أيضا .

و يستمر حاتم في منافقة و محاولة إرضا رؤساءة في العمل ، و عندما يسألة هل عرف أحد عن إحدي القضايا يكون رد حاتم " سعتك التي تقرر مين الي يعرف و مين الي ميعرفش..و في الاخر كلو هيتنسب لسعتك " ، و عندما يريد حاتم أن يأخذ رأي رئيسة عن أحد المسجونين الذي توفي يقول لة " و الراجل الي كان مات من فترة أنا نقلت جثتة التلاجة ..عايز بس حضرتك معلش تقولي ..مات ازاي هيموت امتي عشان أنا اتصرف و اكتب التقرير " .

و عندما يعود حاتم للمقبوض عليهم بالمظاهرات و يحاول أن يستفسر أحدهم عن سبب بقاءهم و قد أمرت النيابة بالافراج عنهم يكون رد حاتم "هنا في قانون واحد بس..قانون حاتم" .

و يقوم حاتم بتدبير عملية سرقة من داخل قسم الشرطة لاحدي اللوحات الاثرية ، و عندما يفشل حاتم و السارق المساعد لة في الخروخ باللوحة يقوم حاتم بقطع اللوحة بشفرة حادة ! فما من مساعدة إلآ أن يثور علية قائلا "شوهت اللوحة ..و أنا عمال أقولك يا غالي د أنت لا غالي ولا نيلة أنت مبتفهمش حاجة خالص" ، و يعتقد حاتم بجهلة أن مساعدة لا يريد أن يدفع لة باقي الاموال المتفق عليها في السرقة ، فيخبرة أن اللوحة منذ 130 عام و قيمتها تتعدي نصف مليون جنية فيرد حاتم " عرفت قد أية أنت حرامي نتن عايز ترميلي خمس تلاف جنية و تاخد أنت نص مليون جنية تلهفة بس وحياة أمك.. ما هتشوف نور الشمس تاني " .

و يعود حاتم يريد أن تحبة جارتة التي لا تحتمل النظر في وجهة القبيح فيذهب لاحد المشايخ يطلب منة أن يقوم بعمل حجاب محبة لة كي تحبة جارتة ! ولا يمتلك الشيخ إلا أن يقول لة "قوم اتضوء و صلي و اذكر الله " ، و يذهب حاتم بجهلة المغموس في شهوتة إلي أحد القساوسة يطلب منة حجاب محبة ! و عندما يرفض الرجل فما من حاتم إلا أن يثور علية قائلا " طاب علي فكرة بقي المولد قرب مفيش احتفالات السنة دي ولا ترانيم ولا بخور ولا زعف ..و مفيش مواكب في الشارع ممنوع التجمهر قانون طواريء " .

يتحول حاتم إلي كتلة من الجهل النشيط و يبحث عن أي حل سحري كي ترضي عنة جارتة و تحبة و لكن دون جدوي .

و يشتبك حاتم مع شخص لم يكن يعرف أنة وكيل نيابة و يكاد يطلق علية الرصاص ثم يتراجع و يقوم وكيل النيابة بعمل محضر عدم تعرض لحاتم ضد جارتة فما من حاتم إلا أن يتحول إلي كتلة من الغضب و يصب جام غضبة علي المعتقلين .

يشاهد حاتم جارتة التي أحبها حباً كبيراً لكن دون جدوي و هي تحب وكيل النيابة الذي يمتلك سلطة أكبر منة و يشعر حاتم بالعجز و هو صاحب الحيلة الواسعة و القدرة النافذة في كل امور الحياة .

يدبر حاتم للقاء لة مع جارتة التي يحب في يوم "عيد شم النسيم" محاولاً لاخر مرة أن ينال حبها و يدور حوار من نوع مختلف يكشف عن أبعاد جديدة في شخصية حاتم الضعيف المجني علية و يقول " يا نور أنا أغلب مما تتصوري ..من يوم ما فتحت عيني علي الدنيا و أنا يتيم ..أمي سابتني و أنا عمري سنتين و أتجوزت بعد ما أبويا مات ..و عمي كلني سرقني و سرق أرضي ..عشت متشحطط من بيت لبيت ..عند خالتي الاكل بمواعيد و عند عمتي الحمام باذن .. و عند عمي التاني الضرب ع الكيف و ممنوع أعيط ..عشت طول عمري جعان و عمري ما شبعت ....عيل عمرة سنتين يا ناس و ميعرفش يلعب ..مفيش حد بيربي حد يا نور من ابتدائي و أنا في ملجأ محبوس هناك ..خرجت ورثت بدلة أبويا و بقيت أمين شرطة " .

ويقوم حاتم باختطاف جارتة و اغتصابها بمساعدة أحد المجرمين ، و يحاول وكيل النيابة أن يحاسبة ولكن يقوم رؤساءة بمساعدتة في الخروج من القضية دون عقاب ، و تكون هذة القشة التي قسمت ظهر البعير فيتجمع أهالي المنطقة بعد معرفة ما حدث و يقررون الانتقام من حاتم محملين بكم من الغضب و الضيق و الضجر ضد كل ما حدث لهم من قبل حاتم من فرض الاتاوات و تلفيق القضايا و ظلمهم و يقوموا بالهجوم علي قسم الشرطة محاولين القبض علي حاتم ، و يدخلون القسم لاخراج كل المحبوسين ظلما داخلة ، و ينتهي الفيلم بموت حاتم .

القصة باختصار هي قصة الثورة المصرية ، ثورة الغضب و الكرامة ، ثورة ضد كل حاتم في هذا البلد المحبوس ، لم نعد نقبل بها فوضي و لا حتي نرتضي بعد اليوم أن يكون "هي فوضي" سؤال أو جواب ، لم نعد نرضي بمستبد اجنبي أو وطني و لن نعود إلي الاستبداد ثانية .