الجمعة، 27 مايو 2011

و تبقي ثورتنا مستمرة


مرت الأيام و الأحداث لتؤكد لنا غباء و جهل العسكريين في مصر و خصوصا ما يُسمي بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة ، هذا "المجلس الأعلي" نجح في أن يتقدم بالثورة خطوة إلي الأمام ليعود بها بقوة ألف خطوة إلي الخلف ، و لان النسيان آفة أهل حارتنا التي أستغلها كل الطواغيت و الجبابرة الذي حملهم لنا القدر اللعين منذ تاريخ بعيد إلي الأن ، فلم تسلم الثورة المصرية هي الأخري من النسيان مضاف إلية الجهل الكبير و المتفشي في الشعب المصري !! .

منذ انقلاب يوليو 1952 ( و الذي دعمتة جماعة  الاخوان المسليمن بقوة ) و انتهت السياسة ( أو بوادر الحياة الساسية مرعاة للدقة ) في مصر و تحول النظام الحاكم إلي نظام عسكري مدعوم بألاجهزة الأمنية التي تكتب التقارير عن كل فرد في هذا الوطن ، عفوا لم يعد هناك وطن بل صدق هؤلاء أنهم في ثورة !! و أن ثورتهم عابرة للحدود فأصبح كل فرد أما مع الثورة و هذا المرضى عنة أو ضد الثورة و هذا المغضوب علية ، لقد احتكر هؤلاء العسكر الوطنية و الثورية في نفس الوقت و صدقوا أنهم فقط دون غيرهم من أبناء هذا الشعب الجديرون بحكم البلاد و التحكم برقاب العباد .

لقد استغرقت  مصر وقت طويل كي تفيق مما فعلة العسكر و تحالفهم الغير مقدس مع التيارات الدينية ، و كان ذلك جلياً واضحاً في واحدة من أعظم ثورات التاريخ التي بدائها الشباب النقي و شارك فيها الكادحين من أبناء الشعب المصري الذين تجرعوا مرارة العيش تحت الحكم العسكري المتدين الذي عطلهم و داس أحلامهم البسيطة في العيش الكريم و الحياة الحرة تحت عجلات مدرعاتة و دروع قواتة ، حتي بعد الثورة مازال الحلف القذر الذي لم يشارك في الثورة يريد الألتفاف عليها و افراغها من مضمونها الذي تجلي واضحاً كالشمس في كبد السماء (تغير - حرية – عداله اجتماعية ) .

بداية الامر كان انضمام الاخوان المسلمين للثورة بعد أن نجح الثوار في القضاء علي كل قوات الشرطة و الأجهزة الأمنية ليصبح الشارع تحت سيطرة الثوار وحدهم ثم كان نزول الجيش إلي الشارع بعد ذلك صحيح أنة لم يعتدي علي الثوار لكنة تغاضي و بكل سفالة و وقاحة عندما اعد النظام البائد المقبور أفواج من البلطجية بالتعاون مع بقايا الشرطة في زيهم المدني للأنقضاض علي ميدان التحرير و كل ميادين الثورة في مصر شمالها و جنوبها فيما عرف بموقعة الجمل .

لم يتدخل الجيش لحماية المتظاهرين أو منع المصادمات و رغماً عن أنف الجيش المتواطيء تصدي الثوار بكل بسالة لكتائب البلطجية الذي سخرهم النظام ، و رغم تواجد دور للأخوان المسلمين في الدفاع عن الميدان في هذا اليوم إلا أن دورهم لم يكن كبيراً بالشكل الذي يحاولون تصورية أنهم هم وحدهم من تصدوا للجمال و البغال في الاربعاء الدامي ، فلقد كان لابناء المناطق التي دائما ما نوصفها بــ " العشوائيات " دور كبير و كبير جداً و لولاهم وحدهم ما نجاً الميدان من النظام .

و بعد هذا الموقف المخزي من قبل الجيش الذي أتاح لمبارك و أتباعة الوقت الكافي لتدبير أمورهم جيداً و لم يأخذ الجيش مبادرة خلع مبارك إلا بعد التهديدات و التحركات الجماهيرية باتجاة القصر الرئاسى ، و هنا فقط تحرك الجيش من أجل إزاحة مبارك " شكلياً " عن الحكم .

و الأن أيها السيدات والسادة انتصرت ثورتنا ، نعم إنها ثورة !! ، ورغم أنها ثورة فلم يحدث شيئا بعد ذلك يوحي بأنها حقا ثورة و دعني أنبهك لما كان يجب أن يحدث لتدرك حجم الكارثة التي تسبب الجيش الغبي فيها .

1_ ثورة تعنى أن يتم اعتقال الرئيس المخلوع هو و أسرتة و كامل طاقم نظامة فوراً .

2_ وضع أسر كبار المسؤلين تحت الاقامة الجبرية و منع أي وسائل الاتصال عنهم .

3_ البدء الفوري في التحفظ علي أموالهم جميعها في الداخل و جمع المعلومات عن الأرصدة الخارجية.

4_ إقالة الحكومة و المحافظين و النائب العام المعين من قبل رئيس الجمهورية و منعهم جميعاً من التصرف في أموالهم .
5_ عزل كل الصحافين و الأعلاميين الموالين للنظام الذين ضللوا الشعب المصري طول الفترة الماضية و التحفظ على ممتلكاتهم أيضا .

6_ إقالة كل رؤساء الجامعات و عمدا الكليات من منصابهم .

7_ بدء تشكيل محكمة ثورة و لجان قضائية و تجارية لمراجعة كافة العقود و النشاط التجاري في مصر.

8_ حل جهاز مباحث أمن الدولة و التحفظ علي كل العاملين بالجهاز و تشكيل محكمة خاصة لمحاسبتهم علي كافة جرائمهم في العهد البائد .

9_ البدء في حملة قوية عن طريق السفارات المصرية بالخارج من أجل التبرع المالي و دعم الثورة المصرية .

10_ الأجتماع مع كافة القوي السياسية و الفكرية في مصر من أجل تشكيل حكومة وطنية لتسير أمور البلاد و الأتفاق على جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد للبلاد.

هذة الخطوات العشر علي الأقل كانت من الممكن أن تجعلنا نشعر بأن ما حدث في مصر هو حقا ثورة شاملة لتطهير البلاد من براثن عصابة مبارك التي كانت تحكم و تسيطر على مقاليد الامور في كل المجالات .
هذا ما كنت أتمناة أما ما حدث حقا فهوة ما سوف يجعلك تشعر بأن مصر يتم العمل علي تقزيم ثورتها فمنذ خلع الرئيس المخلوع ذهب إلي قصرة في شرم الشيخ للأستجمام !!!! تحت حراسة الجيش لا لوضعة تحت الاقامة الجبرية ، و عندما ازداد السخط الشعبي علي هذا الوضع المشين تم نقل الرجل إلي مستشفي شرم الشيخ الدولي بحجة مرضة !! زوجتة و أبنائة كذلك مثلة لا جديد معهم إلا بعد أن اشتد الغضب بالشعب المصري من الوضع .

كذلك باقي رجال حكمة فلتعلم أخي الثورى أن زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ظل يذهب إلي القصر الرئاسى يوميا بعد خلع مبارك لمدة تزيد عن الشهر يتخلص فيها من الأوراق الموجودة داخل مؤسسة الرئاسة !!! .

ظل جهاز أمن الدولة قائم يتخلص ضباطة من كافة الأوراق و الملفات الموجودة فيه و التي تفضحهم و تفضح ممارساتهم طوال سنوات حكم العصابة لمصر.

ظلت وزارة مبارك كما هي لمدة تزيد عن العشرين يوماً دون أى مبرر!!.

ظل جميع الصحافيين و الأعلاميين الذين ضللوا الشعب المصري في أماكنهم لمدة تزيد عن الشهر !.

ظل رؤساء الجامعات و عمدا الكليات في اماكنهم أيضا حتي نهاية العام الدراسي علي أن يتم تغيرهم بداية العام الدراسى الجديد !!!.

و لا أخفي عليك أنني أكتب هذة السطور و أنا أستشيط غضباً و أنفجر غيظاً و لم أذكر لك بعد نصف الكوارث التي فعلها المجلس العسكري .
و لنعود لقضايا الأموال التي تنتظر النيابة العامة الاوراق اللازمة لتوجية الاتهامات !!!! .

ماذا يفعل هؤلاء الاغبياء عن أي أوراق يتحدثون لقد كنا نعيش كذبة كبيرة جداً تسمي الاوراق و القانون و ما إلي ذلك من الكلام الذي لم يكن موجود في مصر إلا في الافلام و المسلسلات التي يعرضها تلفزيون الدولة !!.

من يضع القانون هو من تريد أن تدينة بنفس القانون !! ، أي منطق ثوري هذا .

علي الصعيد السياسي للأدارة العوجاء للمجلس العسكري فلقد اتفق هذا المجلس مع جماعة الأخوان المسلمين بشكل ســافر و مفضوح فتم تشكيل لجنة تعديلات دستورية إخوانية لتضع تعديلات عرجاء و تعيد إحياء دستور قد مات بالفعل بكل استخفاف بالثورة التي تهدم الأنظمة بدساتيرها و تبدأ البناء الجديد .

لقد جعل المجلس العسكري الدستور الجديد المرتقب متاحاً لمن يستطيع أن يكسب الانتخابات و كأنة يقول من منكم يثبت أنة الأقوي سيحكم مصر بدستور يريدة !! استبدال ديكتاتورية بأخري لا أكثر ولا أقل .

لقد مللنا الجيش الغبي الذي لا يؤمن بالثور و لا قيم الثورة أو روح الثورة و قد كان ذلك واضحا في المكالمة الهاتفية بين اللواء اسماعيل عتمان و الاستاذة بثينة كامل عندما تحدث عن الدولارات و ما إلي ذلك من الأكاذيب التي كان يرددها مبارك و إعلامة ...! هل هؤلاء سيحققون طموحات الثورة؟ هل هؤلاء يجب أن نأتمنهم علي الثورة ؟.

أما عن الاخوان الانتهازيين (المسلمين سابقاً) فلنا أن نقول لهم لقد انهار مبارك و انتم سوف تنهارون بعدة بقليل ، لقد تلاعبتم بالثورة و قبلتم دائما أن تكونوا الفزاعة من مبارك للغرب و من الغرب لمبارك بكل انتهازية و وضاعة سياسية يا من تدعون السياسة الأخلاقية .

سيعرف الشعب المصري عما قريب حقيقتكم و لن يطيق حكمكم لة كثيرا و سيكفر بكم و بأفكاركم و تواطئكم علي الثورة و تخاذلكم في المساهمة في تحقيق أهداف الثورة .

الثورة لم تكمل بعد ثورة الغضب الثانية هي ثورة امل نراهن علي الشعب أن يعي و يدرك حقيقة ما يحاك ضدة و ضد ثورتة من المجلس العسكري و التيارات الدينية .
                              ...و تبقي ثورتنا مستمرة .

الأحد، 1 مايو 2011

سوريا علي خطي الثورة

تصاعدت حدة الأحداث في سوريا سريعاً ، بعد أن كانت سوريا بلد الاجهزة السرية الامنية الاستخباراتية ، فقد نجح حزب البعث الحاكم هناك في أن يفرض سياج حديدي حول سوريا طول مدة حكمة التي تقارب الخمسة عقود لم تشهد سوريا خلالها إلا انتفاضة جماعة الاخوان المسلمين في حماة عام 1982 ، و لقد كان رد فعل النظام السوري وقتها أن دمرت المدرعات أحياء المدينة علي سكانها في عملية عسكرية حربية نتج عنها أكثر من20 ألف قتيل ! .

و منذ هذا التاريخ يسود الشارع السوري حالة كبيرة من الخوف و الهدوء نظراً لقوة بطش السلطة التي تستخدم كل أنواع العنف و التنكيل تجاة المعارضين لسياسية الممانعة (الممانعة فى تحقيق العدل و الحياة الكريمة و الديمقراطية فقط لا غير !) ، و يتفنن النظام السوري في إدعاء كونة مقاوماً و يستخدم كثير من الشعارات الحنجورية فقط لا غير أمثال لا صوت يعلو فوق صوت المعركة و ما إلي ذلك ، ولا أعلم ما علاقة المقاومة الخارجية بإعطاء الناس حريتهم وتحقيق الحياة الكريمة لهم و احترام أدميتهم ! ، ثم هذا النظام الممانع المقاوم لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل منذ 1973 حتي اليوم ، و لنا أن نسأل هل المعركة الكبري التي يعد لها أشاوس النظام السوري سنشهدها نحن أم أحفادنا ! .

و لان التغير قادم لا محالة ، و من يعتقد دائما أن التغير لن يطولة هو واهم ، فاذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ، لقد شاهد الشعب السوري الثورة التونسية و المصرية و باقي الانتفاضات العربية لقد رأي الشعب السوري كيف نجحت الشعوب في كسر حاجز الخوف و الصمت و في وقت قصير لقد أدرك الشعب السوري الان أن قوة الحاكم فى خيال المحكوم فقط لا غير .

و لان الشعوب تتعلم و الأنظمة العربية لا تتعلم من غيرها فلقد انتهج النظام السوري طريق اللاعودة و انتهج الشعب السوري طريق الثورة ، فلقد انطلقت الاحتجاجات و المظاهرات (السلمية) من درعا جنوباً إلي جبلة شمالاً ، و أيضا قري دوما و درايا في ريف دمشق و مدن حمص و حماة و بانياس و اللاذقية .

و تعتبر الانتفاضة في درعا هي الاقوي فلقد ارتفع عدد الشهداء فيها إلي أكثر من 70 شهيداً ناهيك عن اقتحام قوات الجيش للمدينة و تمشيطة لها أكثر من مرة و اعتلاء القناصة المباني المرتفعة و إطلاقهم النيران بشكل عشوائي و اصاباتهم لسيارات الاسعاف في المدينة و أيضا استهدافهم خزانات المياة فوق العمائر و قطع شبكات الانترنت و المحمول عن المدينة .

و تعكس هذة الطريقة البدائية للغاية ما تحدثنا عنة في أن الانظمة العربية العسكرية الجملكية لا تتعلم من غيرها ابداً ، فيعد النظام السوري ما فعلة المصري و التونسي و الليبي من قطع وسائل اتصال في زمن السماوات المفتوحة (لاحظ التفكير القديم) لقد تجاوز الزمن هذة الاساليب القمعية و هذة الانظمة عاجزة عن أن تجدد خطاب الاستبداد الخاص بها ! .

و يمكن أن نلخص طريقة تعامل الانظمة مع شعوبها علي النحو التالي :تعامل أمني وحشي مع الاحتجاجات السلمية ، خطاب إعلامي قديم يتحدث عن مؤامرات خارجية استعمارية امبراليـــة ، فهؤلاء لا يعرفون الحل السياســي .

و مع ازدياد العنف في سوريا و ارتفاع أعداد الشهداء إلي أكثر من 500 شهيد حتي الان سيرتفع سقف المطالب من إسقاط النظام إلي محاكمة النظام و رموزة ، و لنا هنا في الثورة المصرية مثال حي فالان تجري محاكمة الرئيس السابق و جميع أركان نظامة رغم المحاولات المستميتة من جانب بعض الحكام العرب لوقف محاكمتة ،فمن المؤكد إذا تمت محاكمة مبارك سيرتفع طموح الشعوب إلي محاكمة باقي الحكام فكما قلنا الشعوب تتعلم من تجارب الاخرين.

و رغم أن بشار الاسد (أسد علينا أما علي إسرائيل نعامة) بدأ يخرج من حالة الانكار لما يحدث في سوريا و يقدم إصلاحات شكلية كرفع حالة الطواريء و لكن تبع ذلك إطلاق لقوات الجيش لتقتل الناس في الشوارع ! ، و تعجل هذة الافعال الحمقاء بنهاية النظام السوري فلقد فقد الشارع الثقة بكل إصلاحات الاسد و نظامة .

و رغم أن هناك رغبة دولية و إقليمة و عربية في عدم إسقاط النظام السوري إلا أن النظام لا يحسن استغلالها ، فحتي الان مجلس الامن متغاضي عما يحدث في سوريا و أيضا تعتيم إعلامي كبير على المجازر هناك و نصائح من ايران و تركيا لسوريا بوقف نزيف الدم ، أما الولايات المتحدة رغم عدائها المعلن للنظام السوري فانها تصمت صمت القبور ، و يبدو أن الغرب يدرك جيداً أن تغير النظام السوري مع مد الثورات العربية قد ينتج عنة نظام عربيا قويا في مواجهة إسرائيل و هذا ما لا يريدة الغرب الان ، أما الجامعة العربية فحدث بحرج عنها فكأنها ليس لها وجود من الاساس و السيد أمينها العام مشغول بجولاتة الانتخابية !!! .

و أعتقد أن ازدياد وتيرة العنف و تدخل الجيش قد يؤدي إلي انقسامات داخل صفوفة مما ينذر بكارثة جديدة قد تحدث في سوريا و هذا ما لا نتمناة ، الجيش السوري جيشاً نظامياً لة عقيدة قتالية واضحة أرجو أن يلتزم بها و يقف إلي جوار شعبة و يحسم الامر لصالح الشعب السوري .